السبت 28 ديسمبر 2024

واحترق العشق بقلم سعاد محمد سلامه

انت في الصفحة 4 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

الغرفه نظرت الى ذاك الفراش تبسمت وهى ترا والدتها تحتضن طفلتها نائمتين ربما هدأ آلم قلبها قليلا تركت الغرفه وذهبت الى تلك الغرفه الأخرى نظرت نحو الغرفه بحسره تعود لقلبها تلك هى أكبر غرفة بالشقه وتقريبا شبه مهجورة معظم الوقتبرغم أثاثها الوثير فقط كل ما تستخدم منه هو إحد ضلف الخزانه الموضوع بها بعض من أغطية الفراش وبعض ثياب تخصها ملابس لا تحتاج لها بل تود حرقها كذالك بعض الثياب الخاصه بتبديل المواسم فتحت حقيبة يدها وأخرجت تلك العلبه المخملية منها لم تفتحها وذهبت نحو إحد ضلف الخزانه قامت بوضعها تهكمت بغصة سخريه وهى تنظر الى تلك العلب الأخرىأثمان لقائتهما السابقة أغمضت عينيها بقوه تلجم تلك الدمعه بعينيها وضعت حقيبتها فوق الفراش وسرعان ما ذهبت نحو المرحاض الخاص بالغرفه نزعت دلفت أسفل تلك المياه الفاترة علها تهدأ من إنسدلت المياه على تنساب مع دموعها التى سقطت ڠصب وذكرى تمر أمام عينيها
وكلمات صداها يخترق أذنيها 
مش عاوزه أمك تشرف فى السچن تفسخي خطوبتك من المحروس إبن بياعة القماش التالف وتقبلى بنسيمالعريس اللى جايبه ليك كفايه أبوه عنده بيت واسع... سرايا كمان وحيد أبوه وأمه مفيش غيره هو وأخته شوفى بعد ما يموتوا هيورث قد ايه مش عماد اللى بقالك ست سنين مستنيه على أمل يرجعاللى بيسافر مش بيرجعحتى لو رجع عنده أيه يعنى حتة بيت اوضه وصاله متعرفيش تفردى إيديك فيهم.
كان جواب والدتها رافضا
يا وارث مين يورثكالصغير بېموت قبل الكبير.
لكن كان الجواب غليظا
أنا قولت اللي عندي والإختيار لكم.
كان الإختيار صعب وإعتراض لآخر الوقت لكن كأن سوء القدر كان ينتظرهاويحرق قلبها بزواج زائف مازالت تدفع ثمنه الى الآن.
أغمضت عينيها بقوة تحاول نفض تلك الذكريات التى مازالت تعيش لهبها الحارق بقلبها اغلقت صنبور المياه وجذبت إحد المناشف لفتها حول جسدها كادت تخرج من المرحاض لكن أثناء سيرها إنعكس ظلها بتلك المرآة التى تشغل مكانا لا بأس به لفت نظرها تلك العلامة الظاهره فوق كتفها مازال أثرها ظاهرا بوضوح أحمر شبه داكن أغمضت عينيها وتنهدت بآسى دائما ما يتعمد ترك آثر خاص يدمغها به كآنه يؤكد ملكيته الحصريه لها ... رغم أنه على يقين أنه مالكها الوحيد.
خرجت من الحمام رغم سقم قلبها لكن تبسمت حين وجدت والدتها تجلس على الفراش قائله بإستفسار 
ماما أيه اللى صحاك دلوقتي.
تنهدت عايدة قائله 
أنا مكنتش نايمه هو يمكن عيني غفلت شويه أيه اللى آخرك كده.
الحفله إتأخرت.
نظرت عايدة ل ملامح سميرة وهل تتوه عنها كذالك لفت نظرها تلك العلامه الظاهرة بكتفها لديها يقين عن سببها لكن لم تحرجها بالسؤال عنها وسألت سؤال آخر 
هى كانت حفلة أيه.
ردت سميرة ببساطة 
حفله عاديه يا ماما هروح ألبس هدومي فى الأوضه التانيه.
أغمضت عايده عينيها لوهله وسألت مباشرة 
دى الحفله اللى كانت تبع عماد.
توقفت سميرة قبل ان تخرج من الغرفه وأومأت برأسها وهى تعطي ظهرها ل عايدة.
تنهدت عايدة بآسف وقالت 
خليك هنا وأنا هروح أجيبلك غيار من الأوضة التانيه.
ب ڤيلا عماد
ترجل من سيارته الفخمه جذب معطف بذته وضعه فوق ساعد يده ودلف الى داخل الڤيلا كانت ساكنه كالعادة صعد الى غرفته مباشرة دلف توجه الى الفراش مباشرة تمدد عليه يشعر بإرهاق يزفر نفسه بإرهاق أغمض عينيه للحظات فجآه كآن عقله شرد 
فتح عينيه بفزع نظر حوله هو بغرفته الوثيره
.. رغم نجاح الحفل الذى سيظل صداها مستمر لفترة لا بأس لها بسوق النسيجلكن كآن كل شئ حوله فقد زهوته بالقلبفقط مشاعر متبلدة وبسمات مجاملة فقطأغمض عينيه يعتصرها يشعر ببعض الحړقان بهمنهض وخلع تلك النظارة عن أخرى ذهب الى الفراش وجلس عليه لفت إنتباهه وميض هاتفه الذى يعلن إنخفاض طاقة شحنه فتح ذاك الدرج الموجود بتلك الطاوله المجاوره للفراش يبحث عن شاحن بالفعل وجده لكن إصتطدمت يده بشئ آخر تلك العلبه المخملية جذبها هى الأخرى شعر بلوعه فى صدره وهو يفتحها وينظر الى محتواها خاتمان زواج إحداهما ذهب والآخر من الفضهوضع الهاتف على شاحن الكهرباءثم عاود الجلوس على الفراش وبين يديه ذاك الخاتمانيدوران بين أصابعه قرأ إسمهعماد المدون بداخل ذاك الخاتم الذهبي كذالك تاريخ قديم مضى عليه أكثر من إحد عشر عام وبداخل الخاتم الفضى كان آسمها الذى نطقه قلبهسميرة لكن سرعان ما تذكر آخر لقاء قبل سفره الى المجهول 
بالعوده بالزمن 
بمنزل والدته الصغير بتلك البلدة الصغيره التابعه المحله الكبرى 
منزل ريفي قديم كان لأهل والدته قبل أن تبتاعه من أخواتها وتدفع ثمنه بالتقسيط من عملها هى وإبنها الوحيد الذى إنتهى من الدراسة ب كلية الهندسة قسم نسيج
لكن رغم مضي ثلاث أعوام على تخرجه مازال لا يجد عمل مناسب لدراسته يعمل بأحد مصانع النسيج الخاصه بالمدينه بمرتب زهيد لكن يكفى جوار عمله الآخر بحياكة الملابس الذى أتقنها بسبب عمله منذ صغره لكن أصبح شاب يافعا وعليه السعي لتحسين مستواه المعيشي كما أنه إرتبط بفتاة ولابد من تجهيز مسكن ملائم لهما رغم أنها كانت راضيه به هكذا فقيرا لكن سمع عن تلك الرحلات للسفر الى إحد دول أوربا 
رأي بعض من الشباب تحسنت معيشتهم ومستواهم لما لا يسعي مثلهم لكن كان شح المال عقبة أمامه هنالك تسعيرة لكل فئه من من يبغون الوصول الى أوربا تسعيرات عاليه لمن يريد الراحه وضمان الوصول 
وتسعيرات آخري لمن لا يقدر وعليه التعب والمجازفه ليست بعلم الوصول لكن لا يمتلك سوا المجازفه بالأمل أنه سيصل وهذا ما فعله وإتفق مع أحد العاملين بالهجرة غير المشروعه وإتفق معه على السرية وكتمان ميعاد السفر الذى تحدد الليلهعبر أحد شواطئ كفر الشيخ 
الليله هى الأخيره له هنا قبل رحلة المجهول 
اراد رؤيتها قبل أن يغادر وأخبرها أنه الليله الاخيره له هناتحدد ميعاد سفره بظرف دقائق سمع صوت قرع جرس باب المنزل قبل أن يخرج من الغرفه سمع صوت فتح والدته الباب فى ذاك الأثناء خرج من باب الغرفة تفاجئ ب سميرة التى تقف على عتبة للمنزل مباشرة تسأل بلهفه 
إنت صحيح هتسافر الليله بالسرعة دى.
خجلت سميرة من تسرعها بينما تبسمت حسنيه رغم وخزات الآلم بقلبها كذالك تبسم عماد ينظر لها للحظات حل الصمت فقط نظرات العيون تتحدث بعشق مضى عليه ما يقرب من خمس أشهر تقريبا لكن توغل كآنه منذ عقود فى القلب لاحظت حسنيه تلك النظرات تبسمت قائله بود 
إدخلي يا سميرة إنت مش غريبه يا حبيبتي هروح المطبخ أشوف الاكل عالبوتجاز.
أومأت سميرة لها بخجل تركتهما معا بتلك الردهه التى بالكاد تحتل أريكه صغيرة جزءا منها وممر شبه ضيق أشار عماد ل سميرة بالجلوس على الأريكه جلست تلتقط أنفاسها هى كانت شبة تركض بالطريق إقترب عماد منها وظل واقفا أمامها عيناه تتشرب من ملامحها البريئه تبسم حين رفعت رأسها قليلا ونظرت له قائله
هو مينفعش تأجل السفر أو حتى تلغيه خالص إنت...
زفر نفسه قاطعها قائلا
هعقد هنا أشتغل فى أيهفى المصنع اللى نص مرتبه بيضيع فى الموصلات ولا أشتغل خياط وأستني الزباين اللى بتفاصل معايا على تمن الزرارأنا دبرت قيمة المبلغ اللى هسافر بيهوعندى أمل إن شاء الله هيتحقق بس فى حاجه واحده بس اللى خاېف منها.
نظرت له بترقب سائله 
أيه هى الحاجه دى يا عماد لو خاېف من السفر بلاش.
تبسم وهو يجلس على ساقيه أمامها ينظر لها بعشق قائلا 
أنا مش خاېف من السفر يا سميرة خاېف إنك فى يوم تسيبيني عشان...
قبل أن يسترسل حديثه وضعت يدها اليسرى على فمه ورفعت يدها اليمني أمام عينيه قائله 
شايف الدبله اللى فى إيدي دي عمري ما هقلعها غير لما إنت تقلعهالى عشان تلبسهالى فى إيدي الشمال إطمن يا عماد عهد عليا عمري ما هكون غير ليك... وهستناك العمر كله... مهما تغيب هترجع تلاقيني فى إنتظارك... يا
عماد.
تبسم وهو يمسك يدها يقبلها وعيناه

تنظر لها بعشق لكن هى سحبت يدها من يده تبتسم بخجل عينيها تشع أمل ربما هذا ما كان يحتاجه وقتها لتحمل عناء ذاك السفر 
سرعان ما تهكم على سذاجته أنه صدق وأن بعض العهود تكون قوية... 
لكن السنوات أثبتت بأول فرصة أن بعض العهود تكون.. عهود واهيه قابله للإنتكاس بسهوله.. أغلق تلك العلبه وعاود وضعها بمكانها بالدرج يشعر بإرهاق وتعب سنوات الإغتراب.
بعد مرور عدة أيام صباح
ب ڤيلا عماد 
نهض من خلف طاولة الطعام ينظر لوالدته قائلا 
شبعت يادوب ألحق أسافر للمحله عشان متأخرش على ميعادي مع صاحب المصنع.
نهضت هى الاخرى قائلة 
ياريتك قولت لى قبل دلوقت كنت رتبت نفسى وجيت معاك للمحله زورت خالك سالم آخر مكالمه ليا معاه حسيت من صوته إنه متغير ومش بخير.
نظر لها مبتسما يقول 
الموضوع جه فجأة كان فى مفاوضات مع صاحب المصنع من مدة وكان إتراجع عن البيع وفجأة رجع كلمني تاني ولما سألته مفيش تراجع تاني قال لى لاء وياريت يكون الإتفاق والبيع بأسرع وقت كلمت محامي المجموعه وجهز العقود ولازم أسافر المحله النهارده عشان نمضي وكمان هسجل العقود فى الشهر العقاري.
نظرت له بفرحه قائله
ربنا يرزقك من وسع بس عشان خاطري بعد ما تخلص شغلك هناك فوت على دار خالك وإطمن لى عليه.
يا ماما أنا...
قبل أن يكمل إعتراض قالت له برجاء
عشان خاطري عشر دقايق بسقلبي مش مطمن عليه.
تنهد بقلة حيله قائلا
تمام ياماما هروح ل خاليرغم إنى متأكد إنه كويس وبخيربس إنت اللى قلبك رهيف زيادة عن اللزوم.
تبسمت له بحنان وتمنت له الخير مبتسمه بعد أن غادر قائله
ربنا يريح قلبك وترجع لقلبك يا عماد زى قبل ما تسافر فرنسا.
قبل الظهر بقليل 
بالمحله الكبرى
ترجل من سيارته بفناء ذاك المصنع الكبير سار بخطوات واثقه لكن كانت الذكريات أمام عيناه يوم ما كان يعمل هنا مجرد عامل على إحد ماكينات الخياطه حتى بعد تخرجه من الجامعه ومعرفة صاحب المصنع أنه ذو شهادة جامعيه لم يفكر فى أن يعطي له مكانه أفضل بالمصنع مجرد شغيل لا يحقد على صاحب المصنع لكن للقدر تصاريف لا أحد يعلمها
تبسم لصاحب المصنع الذى يقف مع المحامى الخاص به يستقبلاه بباب الدخول الرئيسي الى المصنع... صافح الإثنين ثم دلف معهم الى داخل المصنع وبعد إمضاء العقود قام مدير المصنع معه بجوله خاصة بأروقة المصنع يتفقد سير عمله كان هنالك من بين العاملات من تنظر له بإفتراس بداخلها تود أن تقوم بتعريف نفسها ربما تنال فرصة عمل أفضل من جلوسها خلف تلك الماكينه لم تستحي وهي تقف أمامه تقول 
أنا هند شعبان الجيار.
أخفت تلك النظارة المعتمة نظرة عيناه لها وهو يتأمل ملامحها حقا هنالك تشابه كبير بينها وبين زوجة أبيه كيف ينسى وجهها البغيض لكن

انت في الصفحة 4 من 61 صفحات