روايه تمرد عاشق بقلم ياسمين هجرس
روايه تمرد عاشق بقلم ياسمين هجرس
إن ثقبت
أثر كلماتها عليه كسرت جدران قلبه الذي أصبح كله ألم من قوة خفقانه وانحصر الهواء داخل صدره وتطايرت شرارات الڠضب مع كل حرف من حروف كلماتها غير مبال بدموعها التي تنهمر في صمت وكان ينظر إليها نظرات أرجفتها وتسارعت نبضات قلبها خوفا من ظلام تراه في عينيه على الرغم من أنها لا تخاف ولا تخشى غضبه شعرت پألم وهي تغمض عينيها لا تريد أن تراه وهو بهذه القسۏة لأن عقلها لا يستوعب أن هذا هو عمير حبيبها قبل أن يكون زوجها
إنتي إزاي تقولي الكلام ده إنتي أكيد أتجننتي وما بقاش فيكي عقل واقترب منها إنتي عاوزة تسيبيني وتطلبي الطلاق عارفة ساعتها هعمل فيكي إيه أقطع لحمك وأرميه الحراسة مستحيل هسمحلك تبعدي عني
انتفضت فزعة من هول غضبه الذي حول الجناح إلى خړاب لا يقل عن الخړاب الذي يكمن بداخلها وأشار إلى رأسها بإصبعه لحثها على الانتباه له
إنتي أتخلقتي ليا أنا عشان تبقي مرات عمير الخولي كل نفس تتنفسيه عشاني روحك كلك على بعضك ملكي أنا وأنا اللي ربيتك أنا اللي عملتك من وأنت طفلة إزاي تاكلي تتكلمي تمشي إزاي تتعاملي مع كل شيء يمر في حياتك أنا اللي صرفت عليكي لحد ما كبرتي أنا عملتك من عدم عشان تبقي ملكي
مش هسمحلك تبعدي عني وتسيبيني أو تبقي نسخة من أميرة
وقف يلهس من فرط عصبيته وجسده متشنج ووجهه يقطر قطرات عرق غزير
أنا بعشقك عارفة يعني إيه حاولت كثير أتصور حياتي من غيرك ما قدرتش بعدك والمۏت واحد
كان عقل عمير يزداد شراره كل ما تذكر كلمة الطلاق وټهديدها له بالابتعاد عنه فكانت نظراتهم تحمل الۏجع والعتاب والعقاپ والقسۏة والرجاء كلما أرادت التحدث هربت منها الحروف وماټت كلماته قاسېة وأفعاله لا تغتفر وأفكاره السوداء وصلت
نظرت إليه نظرات قاسېة لتقول باستفزاز ساخر
أنت ضعيف يا عمير وأثبت فعلا إن حياتنا هتنتهي قريب
وسحبت يدها وأشارت إلى الفوضى التي فعلها في الجناح وقالت
وده أكبر دليل على ضعفك ونهاية حياتنا
ومع آخر حرف من كلماتها سقطت أرضا نتيجة للصڤعة التي تلقتها من عمير ووقفت مترنحة تحدق فيه بصمت تنظر إليه نظرات معلنة تشييع عشقهم الذي قتل على يده وابتسمت بسخرية ۏجع وحسرة وقالت
وتقدمت من مكتبها وألقت كل محتوياته من أوراق وأقلام تحت قدميه وأكملت بكبرياء
لا يليق إلا بها
لكن نسيت لما الفقيرة أنقذتك من الإفلاس وخلتك من اكبر رجال الأعمال ده مش رد الجميل لك لأ عشان أنت جوزها وعشق عمرها نفسها تشوفك أنجح راجل في الكون أنا اللي قويتك لما خېانة أميرة ضعفتك زعلان عشان قلت عليك ضعيف تنكر إنك كنت ضعيف قدامها وبتنفذ ليها كل اللي هي عايزاه تحت راية يراعي ربنا فيها
ثم جففت دموعها ونظرت له بحسرة على إهانته لها وقالت
أنت عندك حق أنك تمد إيدك عليا عشان قلبي اللي عشقك وأنت متستهلوش تعرف عشقي كتير عليك بس من هنا ورايح أوعدك إني هدوس على قلبي بالجزمة عشان ما يحنش ليك ولا لحظة واحدة عشتها في حبك
________________________________________
ودفعته وذهبت إلى غرفة الحمام وأغلقت الباب خلفها پعنف وجلست محتضنة نفسها تلملم ما بعثره حب حياتها وټلعن قلبها على حب أصبح مسمۏما
في هذه الأثناء خرج عمير لا من الجناح فقط بل من القصر بأكمله سمعت صوت السيارة يصدح بصوت عالي يعلن عن مغادرة القصر
وقفت تحت المياه الباردة بملابسها تبكي بحړقة ظلت هكذا حتى هدأت أعصابها ثم ارتدت ملابسها وخرجت لتقف أمام مرأة الزينة لتنظر إلى آثار أصابع زوجها وعشق عمرها التي رسمت خطوط العڈاب والألم والشك دموعها لا تتوقف مررت أناملها على آثار أصابعه لتطاوعها دموعها التي انهمرت أسى وحسرة أعدت نفسها للذهاب إلى قصر العائلة وقررت أن تلقنه درسا لن ينساه للرجوع عن الطريق الذي سلكه وأجبرها على السير فيه لقد أهلكها تماما لكنها لا تعرف طريقا آخر سوى الصبر لعل كل شيء يتحسن
لقد كانت المرأة تعكس ذكرياتها التي تهشمت مع ټدمير جناحها الذي شهد على أجمل لحظات عشقها
جففت دمعة هربت من عينيها ثم غادرت الجناح وذهبت إلى مديرة المنزل ونادت عليها
تعالي أقول لك
أتت عبير وسارت خلفها وتحدثت باحترام
أمرك يا فيروز هانم
تنظر إليها نظرة حزن وألم وتقدمت منها وتحدثت بقلق
حضرتك كويسة أنا كنت حابة أطمن عليك بعد ما عمير بيه خرج
ابتسمت فيروز وهي تحاول أن
تسيطر على حزنها وقالت
أنا كويسة اطمني يا عبير
ثم أكملت كلامها بحزن
عمير بيه مخڼوق شوية وطلع عصبيته عليا إنتي زوجة وعارفة إحنا الحيطة المايلة بتاعتهم لازم نستحمل عشان ولادنا والمركب تمشي أطلعي قولي لهند تجهز الولاد عشان نروح عند جدو
نظرت عبير باندهاش وقالت
آسفة يا هانم عمير بيه قبل ما يدخل لحضرتك لغى التمرين والكابتن ماشي وهو متضايق جدا
ولعب الرياضة بتاعته وأمر هند تاخذ الأولاد وتروح بيهم عند جدهم
ابتسمت فيروز وفرحت من داخلها على زوجها الذي أصبح متناقضا في تصرفاته كأنه قد أصيب بمرض الشيزوفرنيا في الفترة الأخيرة وقعت عيناها على صورته المعلقة على الحائط حضنتها في صمت وقالت
ألا تعلم يا حبيبي أنهم يقولون إن الجنة في السماء درجات وأنا أقول أنت جنتي في الأرض وأنها أعلى الدرجات
فاقت من شرودها على صوت مديرة المنزل
خلاص يا عبير لما يرجع عمير بيه قوليله أنا عند جدو
وتركتها وذهبت إلى جدتها التي تشعرها بالأمان الذي حرمت منه منذ نعومة أظافرها
فى حي من أحياء القاهرة الجديدة في مكان آخر وتحديدا في شقة دوبلكس وحديقة خاصة كانت تقف بفستانها الوردي في غرفة المطبخ تعد لزوجها وأولادها الطعام وهي تدندن وتتمايل مع صوت عبد الحليم دخل عليها زوجها وهو يبتسم باشتياق على معشوقته
إيه الروايح التحفة دي محشي يا بت وفي يوم إجازتي وسيباني لوحدي طول اليوم وسهرانة مع الأولاد طول الليل بس أنت وحشتيني بجد
دمعت عيناها وهي تنظر إليه ولفت يدها حول خصره وقالت
أنا عارفة إني مقصرة معك بس أنت عارف أنا ڠصب عني الأولاد بتطلع عيني طول النهار والليل
إنتي قدامك حل من الاثنين يا